نشوة نظام الكابرانات.. فرحٌ إداري مؤقت وانكارٌ لواقع الانتصارات الدبلوماسية المغربية

هبة بريس – الرباط

يبدو أن نظام كابرانات الجارة وفي ظل الانتصارات الدبلوماسية المتواصلة، اشتاق إلى ” لحظة الاحتفالات بالفرح”، بيد أنه بات يبحث له عن أي انتصار ولو كان وهميا أو غير ذي قيمة لعرضه أمام ما بقي من مناصريه وجمهوره الذي عاش الويلات من سياسته ” العرجاء” لعل هذه الفرحة المؤقتة تكون شفيعا له يوم الميعاد.

من حق الجزائر أن تفرح بانتخاب ممثلتها في منصب إداري ومالي بالاتحاد الافريقي، ومن واجبنا نحن أن نساعد الجزائر على ادخال الفرح إلى قلب دبلوماسيتها بعد سلسلة من الهزائم الديبلوماسية المتتالية أنستها لوقت طويل معنى وحجم وطعم الانتصار، هكذا تفاعل الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي متفاعلا مع” الفرح”.

وكتب الشرقاوي تدوينة طويلة في الموضوع قال فيها: ” إذا كان من حق الجزائر أن تفرح ونفرح معها بانتصار اداري، فلا يحق لنا أن نساهم في ادخال جارتنا في مرض انكار الواقع وأن تجعل من انتخاب منصب افريقي كأنه قرار إفريقي ضد وحدتنا الترابية أو أنه اعتراف افريقي جماعي بانفصال الصحراء عن مغربها أو كأنه يعادل في القوة الاعتراف الامريكي والفرنسي والاسباني والألماني بوحدتنا الترابية”.

وتابع الشرقاوي بالقول: ” لذلك لابد من وضع الفرح في سياقه وحجمه الانتخابي كي لا يتحول إلى مرض انكار الواقع، ولكي لا تحوله البروباغندا الانفصالية إلى انتصار وهمي على المستوى الاستراتيجي..”.

وأضاف الشرقاوي: ” لذلك قلت في البداية من حق الجزائر الشعور بالفرح والتعبير عن ذلك بالزعاريد والرقص داخل الجلسة العامة ومن واجب المغرب مساعدتها على فرحٍ طال انتظاره، نقول ذلك للأسباب التالية:

– الجزائر منذ التحاق المغرب بالاتحاد الافريقي في 2017 لم تفرح بأي انتصار انتخابي في مواجهته، بل خسرت معارك ضدنا في لجنة الأمن والسلم التي حصلنا عليها لمدة خمس سنوات من اصل سبع سنوات من عدوتنا لأحضان الاتحاد الافريقي.

– الجزائر لم تعد تصول وتجول في هياكل مؤسسات الاتحاد الافريقي كما كانت قبل 2017، فكل انجازاتها حققتها بمعاناة كبيرة، بسبب توغل النفوذ المغربي لهياكل الاتحاد.

– أن الجزائر من حقها الفرح لأنها استفادت من قرار افريقي سابق يقضي بمنع ست دول تربطها حدود إقليمية مع الجزائر، كان بإمكان مشاركتها تغيير التفضيلات الانتخابية لإفريقيا لا ننسى أننا نتحدث عن منع 12% من الكتلة الناخبة.

– إن الجزائر استغلت خطاب تخويف افريقيا من هيمنة المغرب على المؤسسات الافريقية، فالمغرب ساهم بشكل حاسم في حصول ممثل جيبوتي على منصب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي فيما رشحت الجزائر ممثل كينيا الذي انهزم في الصراع. والمغرب يستحوذ على ثالث منصب بالاتحاد وهو منصب المدير العام لمفوضية الاتحاد الافريقي ويتوفر على 30 موظف مسؤول بالاتحاد. أكثر من ذلك تحول المغرب إلى وجهة لمقر عدد من اللجان الافريقية.

– الجزائر استغلت بتنسيق مع جنوب افريقيا اصوات افريقيا الانجلسوكسونية التي منحت صوتها بداية لمرشحة مصر قبل أن تخرج هذه الأخيرة من السباق الانتخابي.

– من حق الجزائر أن تفرح لأنها احتاجت ست جولات صعبة من أجل الفوز في مواجهة ممثلة دولة التحقت فقط منذ 7 سنوات بالحضن الافريقي.

وبعيدا عن حسابات الربح والخسارة في عملية انتخابية لها سياقها وحساباتها ووزنها لمنصب بدون رهانات استراتيجية تحاول بروباغندا الجزائر تحوير النقاش عن أهم موضوع كان دائما يرافق اجتماعات قادة دول الاتحاد الافريقي ويتعلق الأمر بالمواقف الداعمة لأطروحة الانفصال والمعادية للمغرب.

وختم الشرقاوي تدوينته بالقول: “هنا بالضبط يكمن سر فرحة الجزائر التي لم تستطع تمرير أي قرار ديبلوماسي ضد المغرب في البيان الختامي الافريقي لكنها وجدت في انتخاب نائب رئيس مفوضية القشة التي أنقذت بها سلسلة هزائمها المتتالية”.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى