
مراكش.. حريق جديد في حافلة “ألزا” دون تسجيل إصابات
هبة بريس- عبد اللطيف بركة
عاشت مدينة مراكش، مساء أمس السبت 15 فبراير الجاري، على وقع حادث جديد يثير القلق، بعدما اندلعت النيران في حافلة تابعة لشركة “ألزا” للنقل الحضري بشارع ابن برجان قرب سناك شعيب في حي الداوديات.
الحريق، الذي وقع حوالي الساعة التاسعة مساءً أثناء سير الحافلة، خلف حالة من الذعر بين الركاب والمارة، قبل أن تتدخل فرق الوقاية المدنية بسرعة لإخماده، و لحسن الحظ، لم يتم تسجيل أي إصابات بشرية، لكن الحادث أعاد إلى الواجهة ملف النقل الحضري المتردي في المدينة.
لم يعد مشكل النقل الحضري بمراكش يقتصر فقط على تهالك الحافلات وغياب الصيانة، بل أضحى يشمل معاناة يومية للساكنة بسبب الاكتظاظ المهول، خاصة في أوقات الذروة، حيث يضطر المواطنون إلى الانتظار لفترات طويلة في محطات غير مؤهلة، قبل أن يجدوا أنفسهم مضطرين للصعود إلى حافلات مزدحمة تفوق طاقتها الاستيعابية.
وزاد من تأزيم الوضع حذف العديد من الخطوط، مما جعل بعض الأحياء تعاني من عزلة شبه تامة، في وقت يضطر فيه السكان إلى التنقل في ظروف أقل ما يقال عنها إنها لا تحترم آدميتهم، وسط حافلات متهالكة، ومقاعد متآكلة، وانعدام التهوية، ما يجعل التنقل داخل المدينة تجربة يومية شاقة ومهينة.
أمام هذا الوضع، ندد المرصد الوطني لمحاربة الرشوة وحماية المال العام بالوضعية الكارثية للنقل الحضري بمراكش، معتبراً أن تكرار مثل هذه الحوادث دليل على غياب الصيانة والتدبير العقلاني لهذا المرفق الحيوي. كما استنكر استمرار تمديد العقد لشركة “ألزا”، التي عمرت طويلاً في تدبير القطاع، رغم الانتقادات الواسعة التي تطال خدماتها، في إشارة إلى ما اعتبره تواطؤاً من الجهات المسؤولة، التي تواصل تجديد العقد دون فرض أي التزامات حقيقية لتحسين جودة النقل.
وسط هذه المعاناة اليومية، تطالب ساكنة مراكش بتدخل عاجل من السلطات المحلية لإعادة النظر في تدبير النقل الحضري، سواء من خلال إجبار الشركة على تحسين خدماتها واحترام دفتر التحملات، أو البحث عن بدائل أكثر نجاعة تضمن للمواطنين حقهم في تنقل آمن ومريح يليق بكرامتهم.