فنادق أكادير بين الأمس واليوم.. إرث سياحي يواجه شبح الانهيار

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في الوقت الذي يستعد فيه المغرب لاحتضان مجموعة من الاستحقاقات الرياضية الكبرى خلال السنوات المقبلة، وعلى رأسها كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030، تعيش مجموعة من الفنادق المصنفة بمدينة أكادير، التي تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية بالمملكة، أوضاعًا متردية تراوحت بين الإغلاق، التسوية أو التصفية القضائية، مما خلف حالة من الحسرة وسط الرأي العام المحلي والمهنيين على فقدان المدينة لجزء مهم من إرثها السياحي.

تاريخ حافل… وحاضر غامض..

لطالما شكلت فنادق أكادير على مر العقود علامة فارقة في المشهد السياحي المغربي، حيث كانت وجهة مفضلة للسياح من مختلف بقاع العالم، لما تقدمه من خدمات فندقية راقية تجمع بين جودة الإقامة ورقي المعاملة.
غير أن تلك الصورة الذهبية أضحت اليوم مجرد ذكرى، بعدما أغلقت العديد من المؤسسات أبوابها، فيما تكابد أخرى لمواصلة نشاطها وسط إكراهات متعددة.

– كفاءة غائبة ومحسوبية حاضرة..

يرى عدد من المهنيين والمتتبعين للشأن السياحي أن أحد أبرز الأسباب التي ساهمت في تدهور أوضاع هذه الفنادق هو ضعف كفاءة الأشخاص الذين أسندت إليهم مهام التسيير، حيث طغت على التعيينات منطق المحسوبية والزبونية بدل الاعتماد على الكفاءات والخبرة في المجال الفندقي.

يقول (أ.ز)، ل ” هبة بريس “وهو موظف سابق بأحد الفنادق المصنفة بالمدينة :”بعدما تم تعيين إدارة جديدة بسبب مشاكل قضائية، لاحظنا تغييرات جذرية مست جودة الخدمات المقدمة، مسترسلا “الكفاءات التي كانت تساهم في إشعاع الفندق تم طردها أو إبعادها، وتم تعيين أشخاص يفتقرون لأبسط قواعد التسيير الفندقي.”

– خدمات متدهورة وزبناء مفقودون…

هذا الوضع انعكس بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة، سواء على مستوى الإقامة أو التغذية، حيث أصبحت شكاوي الزبناء في تزايد مستمر، كما أن غياب استراتيجية واضحة للحفاظ على الزبناء الأوفياء أدى إلى تحويل وجهة عدد كبير منهم نحو مدن أخرى كالصويرة ومراكش، ما عمّق من أزمة هذه الفنادق.

– تصفية الكفاءات… استنزاف للخبرة..

من أبرز مظاهر الأزمة التي تعيشها هذه المؤسسات هو التخلص التدريجي من الكفاءات التي راكمت خبرة طويلة في المجال السياحي، إذ تم طرد العديد من الأطر أو دفعهم إلى مواقع هامشية لا تتماشى مع مؤهلاتهم، مما ساهم في ضرب توازن الموارد البشرية داخل الفنادق.

– التحديات القادمة… خطر على الإشعاع السياحي للمدينة…

أمام هذا الواقع المقلق، يحذر المهنيون من التأثير السلبي الذي قد يخلفه الوضع الحالي للفنادق على مستقبل أكادير السياحي، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الرياضية الكبرى.

ويعتبرون أن إعادة الاعتبار للمؤسسات الفندقية يتطلب تدخلا عاجلا من طرف السلطات المختصة من أجل وضع حد للاستنزاف الذي تعرفه هذه المؤسسات، وإطلاق خطة إنقاذ تضمن:أولا: مراجعة الوضعية القانونية للمؤسسات الفندقية. ثانيا : تعيين كفاءات ذات خبرة في التسيير الفندقي. ثالثا : تحسين جودة الخدمات مع الحفاظ على الإرث القديم وجلب فئات جديدة.

فإعادة الاعتبار لفنادق أكادير هو رهان على مستقبل السياحة بالمدينة ككل. ولإنجاح هذا الورش، يتعين على كافة المتدخلين، من سلطات محلية، مستثمرين ومهنيين، الانخراط في مسلسل إصلاحي عاجل يعيد لتلك المؤسسات مجدها المفقود.

إن استمرار الوضع الحالي دون تدخل حاسم قد يهدد بتبديد إرث سياحي شكل لعقود طويلة أحد أعمدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بعاصمة سوس.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى