
“رئيس بدون شخصية”.. انتقادات تلاحق أيت منا في رئاسة الوداد و جماعة المحمدية
هبة بريس ـ الدار البيضاء
تتصاعد حدة الانتقادات الموجهة إلى هشام أيت منا، الرئيس الحالي لنادي الوداد الرياضي ورئيس جماعة المحمدية، وسط موجة من الانتقادات بسبب ما يعتبره كثيرون “ضعفاً في القيادة” و”انعداما للرؤية” في تسييره لاثنتين من أهم المؤسسات في مجالهما، فريق رياضي عريق وجماعة ترابية ذات وزن سكاني واقتصادي مهم.
أيت منا، الرجل الذي اختار الجمع بين قبعتين، رئيس جماعة المحمدية، ورئيس نادي الوداد الرياضي، فتاه على ما يبدو بين شعاب السياسة و دروب الرياضة، فاتضح جليا أن الرجل فقد الكثير من البريق الذي كان يرافق إسمه، سواءا داخل أروقة الجماعة أو في مدرجات “دونور” التي لم تعد تهتف بإسمه كما في السابق.
في المحمدية، تتصاعد أصوات المعارضة من داخل المجلس الجماعي، متهمة أيت منا بـ”سوء التسيير” و”الارتجالية” في اتخاذ القرارات، ناهيك عن ما يصفه البعض بـ”ضعف التواصل” مع الساكنة، مشاريع متوقفة، وتأخر في تنفيذ الوعود، ومطالب ملحة من المواطنين تواجه بصمت أو بردود محتشمة.
الأغلبية بدورها في مجلس المحمدية فقدت تماسكها و لم تعد قادرة على تحمل ما وصفه مقربون من المجلس ب”ضعف القيادة”، و ما زاد من حدة الاحتقان هو تغيب الرئيس عن شؤون المدينة بسبب انشغالاته الموازية.
أيت منا الذي صوتت عليه ساكنة المحمدية آملين بأن تتحسن أحوال مدينتهم التي تدهورت في العقدين الأخيرين من كل النواحي، أخلف الوعود و لم يكن عند حسن ظن غالبية الساكنة لدرجة أن بعضهم بات يقول بأن الرجل فاقد للخبرة السياسية و النضج التدبيري باعتبار أن المال و الرغبة وحدهما لا يكفيان.
على المستوى الرياضي، غليان في الشارع الأحمر بسبب قرارات أيت منا غير المفهومة، و عودة الفريق الأحمر إلى دائرة النتائج المتذبذبة و التواضع في الأداء و الحصيلة معا بعد سنوات من التوهج قاريا ومحليا، فتحت أبواب التشكيك في قدرة أيت منا على ملء الفراغ الذي تركه سلفه سعيد الناصيري، رغم أنه لم يمض سوى أشهر قليلة على تسلمه المهمة.
الجماهير، التي تتغنى بإسم النادي و كانت تأمل خيرا في تزكية الرجل رئيسا للنادي خلفا للبرناكي، صارت اليوم ترفع شعارات تطالب بـ”رئيس له شخصية قوية” قادر على فرض الانضباط داخل الفريق و قيادته لمنصات التتويج و اتخاذ قرارات صحيحة و جريئة.
ويعتبر الكثير من عشاق الوداد العالمي أن شخصية أيت منا، التي توصف في أكثر من مناسبة بـ”الضبابية” و “غير الناضجة” هي السبب الرئيسي في اهتزاز صورته لدى الرأي العام، حيث يتهم بعدم الحزم وغياب الرؤية الواضحة، سواءا في تدبير الملفات الجماعية أو في رسم ملامح مشروع رياضي قادر على إعادة هيبة الوداد.
و حسب مقربين من الرجل، فعديد الملفات التي كانت تتطلب اتخاذ قرار حاسم و واضح بشأنها من طرفه، قوبلت بتماطل و تسويف و تردد غير مفهوم، مما زاد من حدة الانتقادات بسبب غياب “كاريزما” المسؤول السياسي/الرياضي القادر على مواجهات التحديات و تجاوز المطبات.
خرجات أيت منا الإعلامية بين الفينة و الأخرى، و خصوصا التي حملت بعض ردود الفعل “الاستفزازية” و التي يبقى بعضها غير مقبول البتة و يفترض أن لا تصدر من شخص “مسؤول”، بدورها ساهمت في تكريس الصورة “المهزوزة” التي باتت تكبل عنق الرجل و كسرت “الهالة” التي حاول أن يرسمها لنفسه و يسوقها لدرجة أن الكثير بات بصفه ب”رئيس بدون شخصية”.
و بين الرغبة في التغيير و سؤال الكفاءة، يبقى مصير أيت منا في الوداد والمحمدية معلقا على مدى قدرته على تجاوز موجة الانتقادات، واستعادة ثقة جمهور غاضب لا تهمه الأسماء بقدر ما يهمه الكيان أولا و أخيرا، وناخبين ينتظرون من رئيسهم أكثر من مجرد حضور بروتوكولي و صور في مناسبات رسمية و كلام و وعود لا يتحقق منها على أرض الواقع سوى نزر يسير.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X