بين التحديث والمقاومة… إدارة الجمارك بالشرق تمضي في طريق الإصلاح بدون رجعة

هبة بريس

في ظرف وجيز، ومنذ تعيينه على رأس المديرية الجهوية للجمارك بجهة الشرق، برز اسم السيد عبد الجليل كأحد الوجوه الإدارية التي تبصم على تحول نوعي في تدبير الشأن الجمركي، خاصة على مستوى ميناء بني أنصار، الذي يعتبر من أهم المعابر الحيوية للسلع والمسافرين بالمملكة.

فمن خلال مقاربة شاملة قوامها الانفتاح، الصرامة، وتخليق المرفق العمومي، تمكن السيد عبد الجليل من إعادة ضبط إيقاع العمل داخل الإدارة الجهوية، عبر مجموعة من الإجراءات التي شملت تنظيم عمليات العبور، تسهيل الإجراءات، مواكبة الفاعلين الاقتصاديين، وتعزيز المراقبة الفعالة دون المساس بحقوق المرتفقين.

ويلاحظ المهنيون والمسافرون على حد سواء أن وتيرة العبور عبر ميناء بني أنصار أصبحت أكثر انتظاماً وسلاسة، بفضل التنسيق المحكم بين المصالح الجمركية والمصالح الأمنية الأخرى، دون أن يعني ذلك التساهل في مراقبة البضائع أو التراخي في مواجهة محاولات التهريب والتلاعب.

في المقابل، لا تخلو المرحلة من بعض الأصوات المعزولة، التي تصدر بين الفينة والأخرى عبر تدوينات أو مقالات مفبركة على بعض المنصات الرقمية، هدفها التشويش على المجهودات الجبارة التي تقوم بها الإدارة، والنيل من صورة جهاز الجمارك. هذه الحملات غالباً ما تقف وراءها لوبيات النقل غير المهيكل وبعض الأطراف التي اعتادت تمرير عربات محملة بالبضائع (الفاروكينيط) دون تفتيش جمركي، وتجد اليوم نفسها في مواجهة مباشرة مع إدارة صارمة لا تساوم في تطبيق القانون.

لكن الواقع على الأرض يؤكد أن إدارة الجمارك بجهة الشرق، بقيادة المدير الجهوي، ماضية في تنفيذ الاستراتيجية العامة لإدارة الجمارك 2024–2028، والتي تضع في صلب أولوياتها الرقمنة، الشفافية، تسهيل المساطر، ومحاربة التهريب بكافة أشكاله.

إن المجهودات الكبيرة التي يبذلها السيد عبد الجليل، تجسدت ليس فقط في مؤشرات الارتفاع الملحوظ لمداخيل الضرائب والتعشير، ولكن أيضاً في الاهتمام الجاد بشؤون الموظفين، الاستماع إلى مشاكلهم الاجتماعية، وتوفير بيئة عمل ملائمة تعزز من مردوديتهم ومهنيتهم.

وفي ظل هذه الدينامية الجديدة، يظهر أن جهاز الجمارك بجهة الشرق دخل فعلاً مرحلة جديدة من الأداء الإداري المؤسساتي، عنوانها الانضباط، الكفاءة، والحكامة الجيدة، رغم مناورات البعض ممن فقدوا امتيازاتهم غير القانونية، والذين لا يزالون يراهنون على إرباك المشهد، دون أن يدركوا أن زمن السيبة قد ولى.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى