
الصحراء المغربية على أبواب الحسم ومقترح المملكة يعزل البوليساريو
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في تحول لافت يعكس تغيّر موازين القوى في النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، بات المشهد الدبلوماسي يميل بشكل متسارع لصالح الرباط، وسط دعم متنامٍ من القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، مقابل تراجع التأييد الدولي لجبهة البوليساريو وتضييق الخناق على الجزائر، الداعم الرئيسي لها.
تأكيد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، خلال الثامن من أبريل الجاري، دعم بلاده الصريح لمغربية الصحراء، واعتباره مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب عام 2007 “الحل الواقعي الوحيد”، لم يكن مجرد تصريح عابر، بل مثّل، بحسب دراسة حديثة صادرة عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، “منعطفًا استراتيجيًا” يعيد رسم خريطة النزاع.
هذا الموقف الأمريكي يأتي ليعزز موقف الرباط على أكثر من جبهة، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، ويفتح الباب أمام سلسلة من التوقعات القريبة المدى، يمكن أن ترسم ملامح المرحلة المقبلة في هذا الملف الشائك.
– مجلس الأمن.. لغة جديدة تكرّس واقعًا جديدًا
من المتوقع أن تتواصل التحولات في خطاب مجلس الأمن الدولي، الذي بدأ منذ 2021 يتخلى تدريجيًا عن الإشارة إلى خيار الاستفتاء، مركزًا على “الحل السياسي الواقعي”، في انسجام تام مع الطرح المغربي، ومع استمرار الضغط الأمريكي والفرنسي داخل المجلس، تزداد احتمالية أن يتحول مقترح الحكم الذاتي إلى المرجعية الأممية الوحيدة في أية مفاوضات قادمة.
عزلة متزايدة للجزائر والبوليساريو
التأييد المتزايد للمغرب دوليًا يقابله تراجع واضح في زخم الخطاب الانفصالي للبوليساريو، التي تجد نفسها اليوم عاجزة عن مواكبة التحولات الجيوسياسية المتسارعة، وفي ظل خفوت دعم بعض العواصم الأوروبية واللاتينية، تواجه الجزائر عزلة دبلوماسية متنامية، وسط انتقادات داخلية وخارجية لسياستها الإقليمية.
– الصحراء.. من نزاع سياسي إلى مركز تنموي إقليمي
في مقابل التآكل الدبلوماسي لجبهة البوليساريو، تواصل الرباط سياسة “دمج الصحراء في المشروع التنموي الوطني”، من خلال إطلاق مشاريع استراتيجية في الأقاليم الجنوبية، أبرزها ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يُرتقب أن يصبح منصة لوجستية إفريقية أطلسية تربط القارة بأوروبا والأمريكتين.
هذه الرؤية التنموية التي تنفذها الرباط لا تعزز فقط من حضور المغرب الاقتصادي في المنطقة، بل تُضفي على موقفه السياسي شرعية إضافية أمام المنتظم الدولي، من خلال ربط الحل السياسي بالأبعاد التنموية والاجتماعية والاقتصادية.
– أفق قريب…مفاوضات أممية على أسس جديدة؟
في ظل هذه التحولات، تشير التوقعات إلى احتمال إطلاق جولة جديدة من المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة خلال أواخر 2025، تكون مبادرة الحكم الذاتي المغربي فيها قاعدة أساسية للنقاش، بدلًا من المقاربات التقليدية التي أثبتت فشلها في العقود الماضية.
– مناورات الماضي تتهاوى أمام واقع جديد
الصحراء المغربية لم تعد مجرد ملف نزاع مؤجل، بل تحولت إلى منصة لتكريس الاستقرار والتنمية في منطقة مضطربة، ومع انحسار الخيارات أمام خصوم المغرب، وتزايد الدعم الدولي لطرحه، تبدو الرباط أقرب من أي وقت مضى إلى تثبيت حل نهائي ينهي أحد أطول النزاعات في إفريقيا، ويرسم بداية عهد جديد من التكامل الإقليمي والدولي.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X