الطلاق بالمغرب …هل أصبح شرا يواجه المتزوجين ومساهم في العزوف؟؟
يعتبر الطلاق إنهاء العلاقة الزوجية بسبب من الأسباب ، وقد أباحه الشرع عندما تصبح الحياة بين الزوجين مستحيلة وعندما يشتد الشقاق بينهما .
-من الاكثر طلبا للطلاق في المغرب؟
وكشف التقرير أن أزيد من 99 بالمائة من قضايا التطليق المحكومة كانت بالشقاق، بمجموع 60592 قضية من بين 61147 قضية محكومة عام 2022. في المقابل، أبرزت الوثيقة ذاتها أن نسبة الفتيات البالغات 20 إلى 24 سنة اللائي تزوجن قبل سن 18 سنة، بلغ 13,7 بالمائة، و0,5 بالمائة ممن تزوجن قبل سن 15 سنة، بحسب آخر معطيات المتوفرة .
– ما هي حقوق المرأة المطلقة في المغرب؟
تمتلك المطلقة خلال فترة العدة الحق في السكن، وهذا يتضمن الأمور التالية: الحق في السكن في منزل الزوجية خلال فترة العدة. الحق في توفير مسكن آخر غير منزل الزوجية إذا تعذر خلال فترة العدة وفق الحالة المادية للزوج، وإذا تعذر المسكن الآخر أيضًا تحدد المحكمة مبلغًا للمسكن إلى جانب باقي المستحقات من النفقة والصداق.
– ما سبب ارتفاع حالات الطلاق ظاهريا
يعزى ارتفاع الطلاق ظاهريا بحسب الأبحاث والتقارير المنجزة إلى جملة من الأسباب الثقافية الاقتصادية والاجتماعية اكثرها فتكا بالأسرة المغربية مرحلة كورونا التي أثرت سلبًا على التماسك الأسري . وبحسب وزارة العدل المغربية فقد شهدت حالات الطلاق ارتفاعًا خلال السنة الماضية، حيث بلغت نحو 27 ألف حالة بعد أن كانت في حدود العشرين ألف خلال الثلاث السنوات الأخيرة .
– ما هي الاسباب التي تؤدي الى الطلاق؟
ومن أهم أسبابه: عدم الخبرة في الحياة؛ فمن الممكن أن يكون الجانب الأخلاقي والديني والمالي وغيرهم عند الشخص، ولكن ليس لديه خبرة في الحياة وهي أنّ الزوجين لا يعرفان طريقة التعامل مع الحياة الزوجية. وفي حالات قليلة يكون سبب الطلاق هو عدم الرضى بالزواج؛ أي أنّ أحد الطرفين لم يكن هذا الزواج قراره.
تقرير رسمي: أكثر من 60 ألف حالة “طلاق شقاق” في المغرب خلال سنة واحدة
أوضح تقرير رسمي صدر مؤخرا، أن محاكم المغرب شهدت أكثر من 60 ألف حالة من “طلاق الشقاق” في سنة واحدة، لافتا إلى أن “الانفصال للضرر شكّل نحو 99 بالمئة من تلك الحالات”.
وذكر التقرير الذي نشرته المندوبية السامية للتخطيط تحت عنوان “المرأة المغربية في أرقام”، أن العام المنصرم شهد 60592 قضية “طلاق شقاق” من بين 61147 قضية جرى صدور أحكام فيها.
وطلاق الشقاق أو الطلاق للضرر، هو نوع من أنواع الانفصال بين الأزواج، بحيث يقوم أحد طرفي العلاقة الزوجية بطلبه من الآخر، وذلك بسبب تعرضه إلى أحد أشكال الضرر أو الأذى من هذه العلاقة. وهنا ينبغي على الطرف المتضرر أن يثبت ذلك.
ولفت التقرير ، أن “40 بالمائة من النساء فوق 15 سنة عازبات، مقابل 28,3 بالمائة من الذكور، و1,1 بالمائة أرامل، مقابل 3,7 بالمائة من الذكور، و0,8 بالمائة مطلقات، مقابل 10,8 بالمائة من الذكور”.
كما أشار إلى أن “معدل سن الزواج الأول عند النساء يقدر بـ25,5 عاما، بينما يرتفع إلى 31,9 سنة لدى الرجال”.
– ماهي الأسباب التي من أجلها ينتشر الطلاق في مجتمعنا؟
وعزا التقرير أبرز أسباب الانفصال -كما رصدتها محاكم الأسرة من أقوال الأزواج والزوجات- إلى الاختلافات في الأفكار بين الزوجين، وعدم الإنجاب، وعدم إنفاق الزوج على الأسرة، بالإضافة إلى عدم التوافق في العلاقات الجنسية، والاعتداءات الجسدية أو الخيانة الزوجية، وصغر سن الزوجين، وتدخلات الحموات، فضلا عن نقص الوعى، وإدمان .
– بعض الحلول بحسب مختصين
يرى مختصون انه يمكن اعتماد طرق في إذابة جمود العلاقات من ضمنها التواصل الفعال: الحفاظ على التواصل الجيد والصحي بين الشريكين، والاستماع الجيد لاحتياجات ومشاعر الآخر، والتفاهم المتبادل يساهم في بناء علاقة أكثر استقرارًا.
الاستشارة الزوجية: اللجوء إلى الاستشارة الزوجية والمساعدة الاجتماعية والنفسية المتخصصة يمكن أن يساعد في التعامل مع الصعوبات وحل المشكلات وتعزيز الاتصال العاطفي.
– من آثار الطلاق على المجتمع؟
بخصوص الاثار السلبية للطلاق على المجتمع، فتتمثل في انهيار العلاقات الزّوجية وبالتّالي تصدّع وتفكّك الأسرة وكلّه يؤدي إلى خلق جيل حاقد على المجتمع بسبب فقدان الرعاية والتّربية السّليمة واندماجه بمجال الانحراف في أغلب الأحيان.
– ايجابيات الطلاق الناجح
اكتساب الأبناء راحة نفسية بعد أن كانوا يعيشون جو مكدسا بالمشاكل والصراخ يوميا. يقوي الطلاق المرأة بشتى الجوانب الاجتماعية والنفسية لأنها تضطر أن تسعى لتعوض الأبناء، فتتابعهم دراسيا ونفسيا وماديا مما يكسبها خبرات حياتية وعملية لم من قبل وربما تصير أنجح من طليقها واعلى راتبا ومركزا اجتماعيا.
ويعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية تهدد شبكة العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة وفي المجتمع ككل، بل وتهدد كيان الأسرة بكامله، وذلك من خلال الآثار الاجتماعية والنفسية التي يخلفها، ويعتبر كذلك المخرج المقبول اجتماعيا لإنهاء مشروع الزواج الفاشل حتى يعطي فرصة أخرى للزوجين كي يقيما علاقة زوجية جديدة
– انعكاسات الطلاق على الزوج
يعتبر الزوج المطلق اكثر الفئات في الأسرة تضررا سواء كان سبابا او ضحية ، من خلال أبحاث تشخيصية للطلاق بالمغرب، تأكد وجود ظاهرة غريبية ظهرت في مدن كبرى قبل ان تنتشر في مدن صغرى، هو ان فئة من النساء يخترن أزواج بناءا على مستواهم الاجتماعي مثلا تجار او موظفي الدولة ، وتستمر علاقاتهم الزوجية حتى يتم انجاب أطفال ، وبعدها يطلقن ويحصلن على النفقة الأبناء والصداق ويعشن بعدها ظروف جيدة، في حين يكون مصير الزوج عدم وجود أبناءه بقربه ويدخل مرحلة نفسية وحيدا يعيش المجهول ، واغلب الأزواج خصوصا الموظفين المطلقين يبقون عزاب بدون ارتباط لعدم قدرتهم على خوض تجربة جديدة ومكلفة نفسيا واقتصاديا واجتماعيا.
ويبقى الحل الوحيد والأوحد بين الزوج والزوجة إعمال الصبر وحل الخلافات بينهما باعتباره أمر طبيعي للغاية، بل وهو أمر صحي جداً في بداية العلاقة، ليفهم كل طرف اختلافات الآخر، ويكونوا قادرين على استيعاب طريقة تفكير بعضهما، ولكن يجب أن يتم حل الخلاف بطريقة صحيحة، كي تزداد أواصر الحب والتفاهم في هذه العلاقة، وخلاف ذلك، ستنشب الكراهية بينهما، وهذا ما يؤدي للطلاق في النهاية.